الجمعة، 4 مارس 2011

بالعربي الفصيح


كنت راجعة ع البلد، بالاول فكرته حاجز.. شي مية سيارة مكومين بهالطريق الضيقة وكل ساعة بتمشي فشختين .. بس قربنا بلشنا نشوف قبالنا مستوطن برشاش اكبر منه موقف بنص الطريق وبيعطي اوامر وع اليسار ضجة وناس واسعاف وسيارة مطعوجة .. حادث ، يا لطيف!

 وبلشنا نحاول نشوف شو في ، كانت سيارة بنمرة صفرا ومستوطنين ماسكين تلفوناتهم ونازلين بيصرخوا وبيرطنوا بالعبري ونواح وناس عم تسعف ناس وناس عم تتفرج ع الناس الي بتسعف الناس ... ما رجعت ع مكاني بالجهة اليمين الا صدمت عيني بمنظر عمري ما بنساه :   ع الجهة اليمين كمان في سيارة بس ما حدا جنبها ، هدوء قاتل ، سيارة بنمرة خضرا، كنا كتير قراب منها ..قراب لدرجة انو قدرت اشوف كلشي من مكاني،   بالسيارة كان في شبين متل الورد واحد راسه لساته خابط بقزاز السيارة القدماني وايده ع جنب بتنزف دم والتاني الي بسوق راسه مكان الستيرنج ..

 هالمنظر عمري بحياتي ما بنساه ، خبطني من جوا .. ولا حدا من الي معجوقين ع جنب فكّر يتطلع فيهم .. ليش يتطلعوا اساسا مش بنمرة خضرا ؟ يبقى فلسطينية وملهمش لزمة .. حسيت الدنيا وقفت دقيقة عن الدوران واختفت كل الاصوات .. يا الله لازم نعملهم اشي ، شكله الكل كان يفكر بنفس الشي .. الشوفير كسر حالة الهدوء الفظيع الي حلت علينا" شباب لازم ننزل نحملهم معنا ع مستشفى هيك بيموتوا ! "
بس لما اجى تا يوقف اجانا مستوطن ودق بالرشاش ع قزاز السيارة وقعد يصرخ ويأشر بايده وبالرشاش .. فقام الزلمة الي جنب الشوفير نط وقله: شكلك بدك تقتلنا معهم ؟!.. اساسا احنا النا اكتر من نص ساعة واقفين واكيد تصفى دمهم وصاروا ميتين .. الهم الله ، عمي امشي امشي .. تقول بدك ترجع البلاد يعني..
ومشينا وتركنا ورانا الشبين الي نزفوا حتى الموت ع بعد  4 امتار بس من كل المسعفين والناس والاجهزة والمعدات الطبية
ليش عم بتذكرهم هسا؟ يمكن ما بدي يموتوا بلا ما حدا يعرف قصتهم ، ويمكن اكتر لأنوا بنفس اليوم الي المستوطنين اعلنوا فيه يوم الغضب ع الفلسطينين وبدء خطة دفع الثمن بتجي (احداهن) وبتقعد تتفلسف وتقلي "الغلط مش فينا او فيهن ، الغلط انو احنا الجهتين مش راضيين نعطي فرصة نستوعب وجود بعض.. صدقيني لو بنبعد عن الدراما شوي وبنفتح مخنا بنكتشف انهن بشر متلنا وانو بامكاننا نكون اصدقاء "

طيب يا ستي انا جاية اليوم احكيلك مين هم اصدقائك : عصابة سفاحين عنصريين ما فيهم ذرة انسانية والوحوش بتقرب للبشر اكتر منهن،وما في بني ادم براسه مخ وعنده ذرة ضمير بيفكر يصالحهن  .. منيح هيك؟

هناك تعليق واحد:

Che ☭ يقول...

لقد فقدنا الكثير من وطنيتنا في الفترة الأخيرة من قضيتنا
فترة فتح, السلطة, الانتخابات, الاستقلال, الدولة, حقوق الانسان, ورش حول العنف, USAID

لم تري شيئاً بعد من وطنيتنا الحديثة وليدة أوسلو وشقيقاتها

ليس أمامنا سوى التثقيف

تحياتي

Che