18/ 1 / 2008
لا وقت للوقت !
أو
الثالثُ والعشرين مِن حربٍ لعينةٍ - يومٌ واحدٌ بعدَ النهاية
أشتهي أشياء كثيرة : صوتُ فيروز بكل عذوبته الخرافية / ابتسامة فرح لا توجع ولا تـُكسِّر القلب شظايا .. شظايا / قـَهْوةٌ بكامل وقتها : لا تـُعَدُّ .. ولا تـُشرب على عـَجَل / قلم لا يضيع مني باستمرار - قلم لا يهرب حين احتاجه منتصف ليلة اخرى ينامون فيها ويتركونني وحيدة : أنا .. وذاك العنيد الذي يرفض النوم في حضن السماء بينما يحترق كل ما فوقها!
أشتهي سماءا تحترف الزرقة .. ولا تحتلها الطائرات / طعم الهواء /شمسا .. دافئة على سبيل التغيير / معنى أخر لدقات الساعة / أغنية عشق مفرحة / عنبرا يبيعه لي عجوز على عربته الخشبية بفرحة طفولية وساعة كاملة من ذكريات لم أطلبها .. علنا على الأقل !
أشتهي ذكريات أخرى لهذا العنبر ذاته : صديقتي التي كانت يوما طفلة لا تذكر من غزة سوى العنبر الذي اشتراه لها اباها قبل ان تركب السفينة.
أشتهي حلوى صغيرة ملونة .. تُغيرُ عن فمي طعم الهزيمة!
أشتهي كلمات أصدقائي وملامحهم ، كراكيبهم الشخصية والدفء الذي يمنحونا اياه ، اشتهي تدويناتهم : الطويلة المفحمة منها والقصيرة الحادة .. والمتشائمة حد الأمل !
أشتهي من الوقت دقيقتين .. دقيقتين فقط ، بلا ضجيجهم و بلا ارقام مرتفعة .. دقيقتين تكفي لأغسل عن وجهي هذا الغبار .. تكفي لأبكي من لا وقت في نشرة الأخبار لوجوههم .
أشتهي قليلا من النسيان لأصدق اننا - فعلا وحقا - بعد كل شيء . . انتصرنا !!