السبت، 4 أبريل 2015

مانفيستو اللون الأحمر

إلى أحمد ..

(1)
الحدود وهم
خطوطُ حِبّرٍ ملونة تتدحرج على الخارطة، أو أخرى مُذهبة تلتف حول نفسها معلقة على الحوائط .

(2)
تحرير العالم يبدأ من غرفتك
جُبنٌ خالص هو التغني بثورات العالم القديم، والترنم بأناشيد النضالات المُنتصرة ، بينما تُجّرجر العدالة من قدميها وتُصلب على عتبة دارك.

(3)

الكتابة فِعلُ أمل
حتى أشد الكتابات عدمية وتشاؤمية، تحمل في جوهرها أملٌ ما، رغبة في الإقناع، أو التغيير، كل حرف هو رسالة خفية لأحدٍ ما، يكذبُ صاحبها لو أدعّى انه لا يكترث بوصولها.

(4)

بعضاً من المنظور
نُشكل نحن البشر- نحن المخلوقات المنغمسة في ذاتها حتى التشبع- جُزئيات مجهرية غاية في الصغر تسبح على كوكب صغير في هذا الفضاء اللامتناهي والمليء يأشياء أكبر وأجمل وأكثرُ أهميةً، ومع ذلك فأننا - نحن الجزئيات المجهرية- لا نتوقف عن التصرف وكأننا مركز الكون.

(5)

إستدراك واجب
إن هذه الذرة الكونية- الأنسان- استطاعت في حياتها البالغة القصر أن تحلق عوالم من التفاصيل والألوان حولها، وأن تبتدع أكوام من الخُرافات، والموسيقى، والحكايات، والإختراعات، والتنهيدات، والتضحيات، التي تتوجب منا أن نحترم ونهتم ونقاتل لأجل مصير كل ذرة كونية-إنسان- التي على الرغم من صغرها لم تكف يوما عن ملئ الكون بالضجيج.

(6)

لأنه لا يوجد موسيقى تصويرية للحياة
ننسى أحيانا كثيرة أن الحياة ليست فيلم هوليودي سخيف  نعرف مُسبقاً نهايته ، ونستطيع من اللحظة الأولى أن نميز الأخيار الجميلين عن الأشرار القبيحين الذين يقاتلونهم، أولئك أبطالٌ أنقياء واثقون لا يعرفون الخوف ، وتسقط المعجزات في أحضانهم في اللحظة المناسبة، وترتفع موسيقى تصويرية حماسية في لحظات المعركة، ويلتف حولهم الجميع عندما ينتصرون.. فطوبى لأبطال الحياة أولئك المنسيون المنبوذون ، الغارقون في الوحل حتى الركب ، يناضلون بلا سيناريوهات جاهزة ،ولا مخرجين،لا وضوح ، لا جمهور يصفق ، ولا حتى موسيقى تلف موتهم.

(7)

عن العشق
لأنك إكتمالي ، وبداية الروح ومنتهاه ، لأني بك أشعرُ أني - أنا الذرة الكونية المجهرية- أحملُ بداخلي أكواناً بأكملها ، لأن التوق إليك لا يفهم الحدود ولا ينفك يكسرها ، لأنك فضائي اللامتنهاي ، ورفيق دربي وظهري الحامي، لأنك دوراني الصُوفي ، ودهشتي الطفولية، وموسيقاي المُسّكرة .. لأنك -يا حبيبي- أناي ، ونموي وانتمائي ..

(8)
مانفيستو اللون الأحمر
الدم، العشق، الثورة، أكوام من البندورة، الشغف، الأنوثة، الشهادة،الغواية، الايدلوجيا،حمر الشفاه،  الجنون،  الفرح ، حنّة العروس، النار، الايدولوجيا، اكشاك الهاتف، الحميمية، أقلام التلوين، الفوضى ، الورد ، الحُرية ، بالونات العيد ... فوارق لفظية فقط بين كل ما يُتهم به  الأحمر، يحمل داخله راية كل الأشياءٌ حادة ًحارةً متناقضةً حتى النخاع.. لكنها ليست أبدا مُحايدة.

ليست هناك تعليقات: