الاثنين، 7 سبتمبر 2009

يـَـبـَاسْ


1.

لو أنني أكتب مرةً اخرى..
مرةً واحدة صغيرة تكفي لتـُحيي هذا اليباسْ.. ؛ لو أنني اسرقُ من هذا البياض سطرا واحدا يمتُد بلا نهاية .. أحـُمّله ضجيج العوالم التي تعـِجُّ داخلي .. وهـُدوء صباحاتي الوحيدة؛ أنفضُ به كل كراكيبي وأُعرّضـُها للشمس والناس بلا خجل او حياء .. هـُنا ذاكرة مُغـْـبـّرة ، كلماتٍ يعلوها الصدأ ، قناعاتِ التقطتـُها من سوق الباله القديم، قلبٌ وجد قلبه أخيرا .. في أعمق نقطة في البحر على بعد ستين سنة من الحواجز، تحميها من جميع الجهات كل مخلوقات الارض .. كلهم! تجمعوا فقط ليبعدوه وليخمدوا هذا الفرح المسروق هه !

هنا ايضا فنجان قهوةِ بارد ، ابتساماتِ فارغة ، مواعيدَ مؤجلة ، واحلام تتحقق فقط لتشعـُر بأنها كلوحةِ ملونة جميلة قطعت نصف الارض ( ونصف عمرك) من اجلها لتكتشف في النهاية ان ثقبا عملاقا بحجم رأسك في وِسْطِها !
لا يـُعجبكم؟.. حسنا لا داعي ! لو انني اكتب لاستعدتُ نفسي _ وصدقوني حقا _ نفسي لا تحب ان تكذب وتتجمل للاخرين ، ترون ، نفسي وقحة ولئيمة .. تقول ما تريد وتفعل ما تريد ولا يهمها حقا عيون الناس المبحلقة على وسعها ما دامت مؤمنة بذلك ، ولكن ما همنا الان إن لم أكتب !

2.
أتدرون .. اودُّ مرة واحدة فقط، مرة أخرى في هذا العمرلأقول _ دفعة واحدة _ كلَّ الجمل والافكار التي تهيم في رأسي بلا هوادة وتتجمد لحظة افتح فمي لأنطقها.. فتسبب لي حسرةً أبدية!
او لا .. ! لو أنني أكتب لقلتُ لكل اصدقائي أني اشتقتهم .. كلهم : اؤلئك الذين يذكرونني .. والذين نسوا ؛ اصحاب الرسائل الجميلة التي تستمر دون مطالبة بردود .. والعابرون الصامتون من هـُنا تحت بوابة " لعّل "،ومن يتهربون بلباقة كلما تعثّروا بنا صدفة ، جميعهم بلا استثناء ..حتى اؤلئك الذين اعرفهم_ واُصادقهم جيدا في عقلي_ دون ان يعرفوني.. واؤلئك الذين لم ألتق بهم بعد .. اشتقتكم! ابقوا ، مارسوا تفاصيلكم اليومية والعادية ، افرحوا او اغضبوا .. احبوا او اكرهوا .. ولكن رجاءا لا تحزموا حقابئكم وتتأهبوا الرحيل!

3.

أو..
ربما أكتب للسماء رسالة طويلة اصب فيها جام غضبي عليها .. لأن غيمة ما تتبختر هناك ولا تستجيب لتوسلاتي ورجائاتي، اوامري وتنهداتي .. وتمطر، ولو لخمس ثوان..
خمس ثوانٍ فقط بماذا كانت ستضرك ايتها السماء البلهاء والزرقاء بغرور.. ها؟!

4.
لو أنني أكتب لأرضي شيئا .. تلك الجميلة السمراء قتلتني بنظرة العتب تلك ، الا تدرين يا حلم كل العشاق اني أحبك واتألم .. يؤرقني ذلك النداء الخفي اللحوح ، ينكأ جروحي ، يحشوها ملحاً ، يـُحيل لياليّا فائضَ عتمةِ أرِقِ شَجـِنْ .. ولا أفعل شيئا! لا شيء بتاتا .. لست افضل منهم، أُدرك ، فكيف تريدني ان أكتب؟ ثم _ بحق الله_ بماذا تهمك الكلمات.. ها؟ قولي لي اما مللتِ منها ؟ واي لغة هذا بربك التي ستسع؟!
.. اتركيني قليلا ، لا تلكزيني لو صمّتُ .. أني أُحبك! فكفي عن العناد و
لا
لا تـُصدقيني .. لا تـُسكتي النداء!

لو انني .. لو !